تقرير أممي: المدافعون عن حقوق الإنسان بالمناطق النائية هدف سهل للانتقام

تقرير أممي: المدافعون عن حقوق الإنسان بالمناطق النائية هدف سهل للانتقام
المقررة الأممية ماري لولر

في نوفمبر 2023، قتل كوينتو إينوما الفارادو، وهو مدافع عن حقوق الإنسان ينتمي إلى شعب كيتشوا الأصلي من سانتا روسيلو دي ياناياكو في منطقة الأمازون في بيرو، أثناء عودته على متن قارب إلى مجتمعه النائي بعد المشاركة في حلقة جمعت مدافعين عن الحقوق البيئية والحق في ملكية الأرض في منطقة سان مارتين في الأمازون. 

وأفاد ابنه بأن منفذي الهجوم تعمدوا سد الممر النهري باستخدام جذع شجرة، وعندما توقف القارب الذي كان يقل كينو وخمسة آخرين، أصيب بثلاث رصاصات في الظهر ورصاصة أخرى في الرأس. 

جاء ذلك في تقرير المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولر، حول حالة المدافعين عن حقوق الإنسان العاملين في المناطق المعزولة والنائية والريفية، المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58 التي تتواصل فعالياتها حتى 4 أبريل المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه.

وكان كوينتو إينوما يقوم بحملات ضد قاطعي الأشجار وتجار المخدرات في المنطقة منذ 25 عاما وتلقى العديد من التهديدات بالقتل قبل اغتياله. وعلى الرغم من أن حكومة بيرو اتخذت بعض التدابير لحمايته، فلم تكن كافية. 

وفي أعقاب موجة الغضب التي خلفها الحادث على الصعيدين الوطني والمحلي، وجه الاتهام إلى العديد من المشتبه بضلوعهم في قتله، وكان أربعة منهم رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة حتى الانتهاء من إعداد هذا التقرير.

وقالت المقررة الخاصة، إن المئات من المدافعين عن حقوق الإنسان يقتلون كل عام بسبب أنشطتهم السلمية في مجال الدفاع عن حقوق الآخرين، ويواجه الكثيرون، مثل كوينتو إينوما، الذين يعملون في سياقات معزولة أو نائية أو ريفية، مخاطر خاصة. 

وأشارت المقررة الخاصة إلى أن عمليات القتل ليست المشكلة الوحيدة التي تؤثر على المدافعين عن حقوق الإنسان في السياقات المعزولة والنائية والريفية، فقد صنفت في تقريرها الأول قضية المدافعين الذين يعملون في المناطق المعزولة والنائية ضمن القضايا ذات الأولوية، حيث إن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الأكثر عرضة لخطر الاعتداء الجسدي والانتهاكات الأخرى هم الأكثر معاناة من التهميش.

وسلطت لولر الضوء على شكوى المدافعين عن حقوق الإنسان مما يلاقون من إهمال من جانب السلطات وآليات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية في كثير من الأحيان بسبب وجودهم في مناطق ريفية نائية.. وأشارت إلى أن بعضهم معرضون لمخاطر جسيمة، ويعملون خارج نطاق الحماية التي توفرها المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والسفارات الأجنبية، وأكدت أنها تعتزم إدماج العمل معهم باعتباره جزءا أساسيا من أنشطتها.

وعلى غرار العناصر المتقاطعة الأخرى التي تحدد هويتهم، يشكل وجودهم في منطقة ريفية أو نائية أو معزولة عاملا مضاعفا للمخاطر، فغالبا ما يعاني المدافعون عن حقوق الإنسان من غياب آليات الدعم، وخطوط النقل والتغطية الإعلامية، وعناصر الشرطة المحلية وانعدام فرص الوصول إلى الإنترنت وإلى مقدمي الخدمات ذات الصلة، ويمكن أيضا أن يتعرضوا للتمييز بسبب انتمائهم إلى الريف.. فقد أشارت إحدى المدافعات عن حقوق الإنسان من إندونيسيا إلى أنه يُنظر إليها نظرة دونية لأنها تنحدر من قرية صغيرة، وليست من مدينة كبيرة.

وغالبا ما يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان في المناطق المعزولة والنائية والريفية صعوبات في الحصول على الاعتراف بصفتهم جهات فاعلة شرعية في مجال حقوق الإنسان وفي الدفاع عن مصداقيتهم في مواجهة الأخبار الزائفة وحملات التضليل الإعلامي. 

وفي بعض الأحيان، تستغل الجهات الفاعلة الحكومية والشركات هذا الوضع، وتشكك في مصداقية المدافعين عن حقوق الإنسان وتفتعل توترات داخل المجتمعات المحلية التي يعيشون وينشطون فيها. 

ويُستهدف بعض المدافعين عن حقوق الإنسان في المناطق المعزولة أو النائية أو الريفية أيضا على أساس نوعهم الاجتماعي، ولا يتعرضون للهجوم بسبب نشاطهم فحسب، بل بسبب هويتهم، وينطبق ذلك بشكل خاص على النساء والفتيات اللاتي يعبرون عن رأيهن ويظهرن في العلن في المناطق الريفية. 

وقالت المقررة الخاصة إن عدم كفاية خدمة الإنترنت في المناطق النائية يضر بقدرة المدافعين عن حقوق الإنسان على حماية حقوق الآخرين ويزيد من المخاطر التي يواجهونهاـ وتتعمق الفجوة الرقمية بين من لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت واستخدام الأجهزة التي تقوم عليها الإنترنت ومن لا يستطيعون ذلك في المناطق النائية بشكل خاص.

وأشارت المقررة الخاصة إلى نقص الإبلاغ عما يحدث في سياق النزاع في السودان، حيث يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان العاملون في البلاد لانتهاكات مروعة في غياب أي إمكانية للجوء إلى العدالة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية