معتقلان فلسطينيان عادا من السجون الإسرائيلية: «فقدنا كل شيء ولم نجد سوى الأطلال»
معتقلان فلسطينيان عادا من السجون الإسرائيلية: «فقدنا كل شيء ولم نجد سوى الأطلال»
روى فلسطينيان كانا معتقلين في السجون الإسرائيلية، وأُفرج عنهما ضمن اتفاق الهدنة الأخير، تفاصيل صادمة عن صدمتهما النفسية عقب عودتهما إلى قطاع غزة، حيث اكتشفا أن عائلاتهما قد أُبيدت بالكامل، ومنازلهما تحولت إلى ركام، في مشهد يلخص حجم الكارثة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرًا.
"لم يتبقَ أحد من عائلتي"
ياسر أبو دقة، الذي أمضى 18 عامًا في سجون إسرائيل، عاد إلى غزة ليجد أن أفراد عائلته قد قُتلوا جميعًا تقريبًا، يقول بألم: "لم يتبق من عائلتي الكبيرة سوى شقيقتي وابنة أخي.. مشاعر صعبة جدًا جدًا". ثم يضيف باستسلام: "لكنه قضاء الله عز وجل" بحسب "فرانس برس".
كان أبو دقة، وهو ناشط في حركة الجهاد الإسلامي، قد اعتُقل عام 2006 خلال عملية إسرائيلية شرقي خان يونس، ووفق وزارة العدل الإسرائيلية، حُكم عليه بالسجن 27 عامًا بتهم تتعلق بالانتماء لتنظيم مسلح، وحيازة أسلحة، والتجسس، ومحاولة قتل.
ودّعهم قبل الحرب بأسبوع
يتذكر أبو دقة آخر زيارة لوالدته قبل الحرب بأيام، كانت قد عادت من الحج، ووعدته بأن يحجا معًا بعد الإفراج عنه، وأن يزوّجوه ويبنوا له منزلاً، لكنه عاد من الأسر ليقف عند قبرها في المقبرة، وقد لف جبينه براية "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد.
يقول بأسى: "كانت أمي تنتظر لحظة الإفراج عني واحتضاني.. لكن إسرائيل قتلت الفرح، قتلت كل شيء".
يعيش أبو دقة اليوم في منزل أحد أقاربه، بينما منزله الأصلي في عبسان الكبيرة شرق خان يونس تحوّل إلى كومة من الحجارة والأسلاك المقطعة.
قنديل: فقدت عائلتي وبيتي وحلمي
المهندس الميكانيكي مصطفى قنديل، الذي اعتُقل بعد شهرين من اندلاع الحرب على غزة، خرج من السجن ليصطدم هو الآخر بفقدان عائلته بالكامل، أبلغه محاميه في 5 فبراير 2025 أن زوجته وأربعة من أبنائه، أصغرهم الطفلة "غنى" ذات السبعة أشهر، قد قُتلوا.
يقول قنديل: "لم أصدّق الخبر.. لا أستطيع حتى تذكّر ماذا فعلتُ من هول الصدمة"، ويضيف: "فقدت كل شيء.. عائلتي وبيتي وتعب عشرين سنة، وعملي".
يعيش في خيمة مع ابنه الوحيد
ينصب قنديل اليوم خيمة مع ابنه الوحيد الناجي محمد، الذي بقي حيًا لأنه كان معتقلاً حين قُصف المنزل، يعملان سويًا على بسطة لبيع المواد الغذائية في دير البلح.
يقول قنديل إنه فقد 60 كيلوغرامًا من وزنه خلال الاعتقال، وإنه يعيش الآن دون مأوى حقيقي، بلا عائلة، ولا مستقبل واضحاً.
محمد: بحثت عن أمي وأشقائي لأربعة أشهر
يقول محمد، 16 عامًا، إنه قضى أربعة أشهر في البحث عن والدته وإخوته، "كنت أتصل بهاتف والدتي.. لكن أحدًا لم يكن يجيب"، وعندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة، تمكّن من الوصول إلى أنقاض المنزل.
يروي والدمعة في عينيه: "استخرجناهم في أبريل 2024... كانوا أشلاء، ودفنّاهم في قبر جماعي".
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.