مسعف يغامر بحياته لإنقاذ جريح تحت القصف في غزة
مسعف يغامر بحياته لإنقاذ جريح تحت القصف في غزة
غامر المسعف نوح الشغنوبي بحياته لإنقاذ جريح في أعقاب غارة إسرائيلية مميتة استهدفت شمال غزة الأسبوع الماضي، رغم التحذيرات المتكررة بهجوم آخر وشيك، مؤكداً التزامه تجاه الأرواح البشرية حتى في أوقات الخطر القاتل.
انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر الشغنوبي، المنتمي إلى الدفاع المدني الفلسطيني، وهو يحاول يائسًا انتشال رجل مصاب من تحت الأنقاض بعد غارة استهدفت مدرسة في شمال القطاع، بينما الأجواء كانت مشحونة بالخوف والقلق في تلك اللحظات، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء.
وفي حين كان يحاول المسعف تحرير المصاب، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا جديدًا بإخلاء المنطقة تحسبًا لغارة أخرى على ذات المكان.
تهديدات متواصلة
وصف الشغنوبي المشهد قائلًا: "كان الأمر مرعبًا جدًا.. كان المصاب محاصرًا تحت الركام، وفجأة، قامت جميع الأطراف بإخلاء المكان بشكل كامل"، لافتًا إلى أنه لم يكن ليترك المصاب في مثل تلك الظروف الصعبة، وأكد له أنه سيفعل كل ما في وسعه ليبقى بجانبه حتى آخر لحظة.
وروى الشغنوبي كيف أن المصاب طلب منه مغادرة مكانه والابتعاد عنه قائلاً: "لماذا رجعت يا رجل؟ اتركني لأموت وحدي"، لكن المسعف لم يستطع تركه وأجاب: "إما نموت معًا أو نعيش معًا".
ورغم تصاعد المخاوف وارتفاع صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، رفض الشغنوبي التخلي عن محاولاته، وواصل عمله بشكل متواصل.
معجزة في اللحظة الأخيرة
ورغم ضيق الوقت، جاء مسعف آخر ليحذر من أن أمامهم دقائق قليلة لإنقاذ أي شخص على قيد الحياة قبل الهجوم التالي.
تعاون المسعفان معًا في محاولة أخيرة لاستخراج المصاب، وأدى ذلك إلى تحرير ساقه العالقة تحت الركام.
وقال الشغنوبي: "امتلأت عيناي بالدموع وارتجفت لأنني فقدت كل طاقتي، لكنني شعرت برغبة في مواصلة المحاولة".
وعلى الرغم من الرعب المحيط، وصل الزملاء من الدفاع المدني لتقديم المساعدة، وقاموا بحمل المصاب إلى مكان آمن، حيث تم نقله إلى نقطة طبية لتلقي العلاج.
وبينما كان الشغنوبي يروي تجربته، أشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين في مدرسة دار الأرقم.
غارات إسرائيلية مستمرة
في سياق الهجمات، أكّد الجيش الإسرائيلي الجمعة استهداف مدرسة دار الأرقم، وأوضح أنه قصف "مركز قيادة وتحكم تابعًا لحركة حماس" في مدينة غزة.
وتواصلت الهجمات الجوية، حيث استشهد 23 شخصًا آخرين في غارة على مدينة غزة يوم الأربعاء الماضي، بينهم أطفال ونساء، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلنت الأمم المتحدة الاثنين عن نزوح نحو 400 ألف فلسطيني من غزة منذ استئناف القصف في 18 مارس 2025.
وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس، فقد استشهد 1482 فلسطينيًا نتيجة العمليات الأخيرة، ليرتفع إجمالي الشهداء منذ بداية الحرب إلى 50,846 شخصًا.