المنتدى العربي للتنمية في بيروت يبحث مواجهة النزاعات وفجوة اللامساواة
تحت شعار إعادة الأمل
افتتح المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025 أعماله في العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الاثنين، تحت شعار "إعادة الأمل، إعلاء الطموح"، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، وتنظيم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).
ويستمر المنتدى ثلاثة أيام، برئاسة عراقية، بمشاركة ممثلين عن الحكومات والمجتمع المدني والقطاعين الأكاديمي والخاص من مختلف الدول العربية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
تناول المنتدى العربي لهذا العام عدداً من التحديات الملحّة، أبرزها الشمول المالي وتمويل التنمية، مع التركيز على تقييم التقدم في خمسة أهداف محددة: الصحة الجيدة والرفاه، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، الحياة تحت الماء، والشراكات لتحقيق الأهداف، كما ناقش المجتمعون كيفية إعادة دمج مبدأ الشمول في التنمية الاجتماعية لمواجهة النزاعات واتساع فجوة اللامساواة.
استهلّت الجلسة الافتتاحية بعرض مؤثر أداه طلاب من دار الأيتام الإسلامية في لبنان، حيث رددوا نشيداً مركباً من مقاطع من الأناشيد الوطنية للدول العربية، حمل النشيد رسالة رمزية عنوانها وحدة المصير العربي وأهمية الأمل في مستقبلٍ أكثر عدالة.
دعوة للإصلاح
شدّدت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، في كلمتها الافتتاحية، على أن الأمل لا يُستعاد بالشعارات بل بالأفعال، ودعت إلى تغيير طريقة التفكير المؤسسي، والجرأة في السياسات، وتوظيف التكنولوجيا والتمويل لخدمة مستقبل مزدهر.
وأكدت أن بناء مؤسسات موثوقة وفعالة هو حجر الأساس لتحقيق التقدم، مشيرة إلى أن الإسكوا لن تألو جهداً في دعم الدول العربية في إعادة تصميم أنظمتها الاجتماعية وتحديث مؤسساتها.
قالت دشتي إن التحول من الطموح إلى واقع ملموس يتطلب شراكة فاعلة بين صانعي السياسات والمجتمع المدني وشركاء التنمية.
وأشارت إلى أن المنطقة العربية مليئة بالإمكانات والمواهب، لكنها بحاجة إلى الإرادة السياسية والعزيمة للمضي قدماً نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
نداء أممي لتجاوز التحديات
أعلنت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أن 17% فقط من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح عالمياً، في حين تبدو الصورة أكثر قتامة في المنطقة العربية حيث قد يتحقق فقط ثُمن الأهداف بحلول عام 2030.
وفي كلمتها المصورة، حثت على سد فجوة التمويل السنوية المقدرة بـ660 مليار دولار عربياً، ومعالجة الدين العام الذي تجاوز 1.55 تريليون دولار، ما يُقيد الإنفاق على الخدمات الأساسية.
أبرزت محمد الحرب الجارية في غزة بوصفها مأساة إنسانية مدمرة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، واستعادة السيادة الفلسطينية الكاملة.
وأكدت أن السلام هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في منطقة يعيش فيها 4 من كل 10 أشخاص في مناطق نزاع، ويحتاج أكثر من 70 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
آلية إقليمية لتعزيز الحوار
أكدت الإسكوا أن المنتدى يُعد الآلية الإقليمية الأساسية لمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهو مساحة تجمع صانعي السياسات والخبراء وشركاء التنمية لتعزيز الحوار الإقليمي.
ومن المقرر أن تُرفع خلاصات المنتدى وتوصياته إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى في نيويورك، كمساهمة عربية لدعم الجهود العالمية في تحقيق التنمية المستدامة.
وظهرت فكرة التنمية المستدامة استجابةً لتحديات بيئية واجتماعية واقتصادية متزايدة، وتهدف إلى تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، وقد رسخت الأمم المتحدة هذا المفهوم في أجندة 2030 التي أُقرت عام 2015، والتي تضم 17 هدفاً عالمياً تشمل القضاء على الفقر، والمساواة بين الجنسين، والعمل المناخي، والتعليم الجيد، وغيرها من الأهداف التي تسعى لتحقيق العدالة والازدهار وحماية الكوكب.
وتُعد التنمية المستدامة نهجاً شاملاً يدمج بين النمو الاقتصادي، والحماية البيئية، والعدالة الاجتماعية، عبر سياسات متكاملة تعزز من رفاه الإنسان وتحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة.