مساعدات تحت الرقابة.. كيف تعوق إسرائيل وصول الإغاثة إلى المدنيين في غزة؟

مساعدات تحت الرقابة.. كيف تعوق إسرائيل وصول الإغاثة إلى المدنيين في غزة؟
توزيع وجبات غذائية في قطاع غزة

أكدت منظمة الصحة العالمية أهمية فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مشددة على أن الأولوية الآن هي إدخال الأغذية المتنوعة ومواد الإيواء والمستلزمات الضرورية قبل حلول فصل الشتاء.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف يوم الجمعة، قال الدكتور ريك بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم مفتوحان ويسمحان بتدفق مزيد من الإمدادات، في حين يظل معبر رفح مغلقا أمام الأفراد والبضائع، إضافة إلى استمرار إغلاق معبري زيكيم وإيريز، ما يحد من الوصول إلى شمال القطاع ويصعب تقديم الدعم الطبي في المناطق المتضررة.

مستشفيات خارج الخدمة

أوضح بيبيركورن أن الوصول إلى عدد من المستشفيات الرئيسية لا يزال متعذرا، ومنها مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي وغزة الأوروبي، مؤكداً أنها متوقفة عن العمل بالكامل.

وأضاف أن نحو 15 ألف شخص، بينهم أربعة آلاف طفل، بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي العاجل، مشددا على ضرورة فتح جميع الممرات الطبية وإعادة تشغيل طريق الإحالة إلى المستشفيات المرجعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ووصف هذا الطريق بأنه "شريان حياة" يمكن أن يغير الواقع الإنساني بشكل جذري إذا فُتح.

ودعا بيبيركورن الدول إلى استقبال مزيد من المرضى من غزة، مشيراً إلى أن المنظمة تملك خطتين للإجلاء الطبي خلال الأسبوع المقبل، لكنها تطمح إلى تنفيذ عمليات الإجلاء بشكل يومي ومنتظم.

كشف ممثل منظمة الصحة العالمية أن المنظمة أعدت قائمة موحدة بالأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية ذات الأولوية القصوى، المستخدمة في المستشفيات حول العالم، مؤكداً ضرورة الحصول على موافقة شاملة لإدخالها إلى غزة.

أكثر من مليون وجبة يوميا

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الشركاء في قطاع الأمن الغذائي يوزعون حالياً أكثر من مليون وجبة ساخنة يومياً في مختلف مناطق القطاع، وفي شمال غزة، بدأ توزيع حصص غذائية عامة، في حين استأنفت ستة مخابز مدعومة من الأمم المتحدة إنتاج الخبز بعد توقف طويل.

وأشار المكتب إلى أن تجمع التغذية افتتح أكثر من عشرين موقعاً جديداً لتوزيع الوجبات خلال الفترة الأخيرة، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 موقعاً نشطاً، كما وزع شركاء المياه والصرف الصحي ما يقارب 600 ألف حفاضة أطفال و11 ألف جالون مياه و5800 مجموعة نظافة، إلى جانب مساعدات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وبدورها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنها أرسلت أكثر من 47 ألف مادة إغاثية إلى غزة منذ وقف إطلاق النار، بينها 31 ألف مادة إيواء تشمل 2500 خيمة، لمساعدة العائلات التي فقدت منازلها على إيجاد مأوى آمن.

وقالت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، إن سكان غزة تحملوا خسائر لا يمكن تصورها، مؤكدة أن الإيواء ليس رفاهية، بل ضرورة تمنح الناس الدفء والكرامة والقدرة على البدء من جديد. وشددت على وجوب السماح بدخول المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها إلى جميع المناطق دون استثناء.

نحو 90% من السكان نازحون

أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن احتياجات الإيواء بلغت مستويات حرجة، إذ يقدر أن نحو 90 في المئة من سكان غزة نازحون حالياً، وأن ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بحاجة عاجلة إلى مأوى مؤقت، في حين تقترب الإمدادات المتاحة من النفاد.

وأشارت إلى أن مئات الآلاف من العائدين إلى مناطقهم وجدوا منازلهم مدمرة تماماً، وأن كثيرين يستخدمون أكياس الطحين أو الأرز الفارغة للاحتماء من البرد والعوامل الجوية في ظل غياب الخيام الكافية.

وأكدت المنظمة أنها جهزت ملايين المواد الإغاثية في الأردن بانتظار التصاريح اللازمة، بينها 28 ألف خيمة إضافية تكفي لإيواء 168 ألف شخص، إضافة إلى البطانيات ومستلزمات النظافة. لكنها شددت على أن القيود الإدارية والتأخير الجمركي وإغلاق المعابر ما زالت تعرقل وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها.

دعوة لفتح المعابر

قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها مستعدة للتحرك الفوري بمجرد منحها الإذن بالدخول، مؤكدة أن منح الوصول الإنساني الكامل والآمن إلى القطاع يمثل شرطاً أساسياً لإنقاذ الأرواح، داعية السلطات الإسرائيلية إلى الالتزام بالمبادئ الإنسانية وضمان وصول الإغاثة إلى كل من يحتاجها.

منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، يعيش أكثر من مليوني شخص أوضاعاً إنسانية كارثية، بعد تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح جماعي غير مسبوق. ويعتمد معظم السكان اليوم على المساعدات الدولية لتأمين الحد الأدنى من الغذاء والماء والمأوى.

ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لا تزال القيود المفروضة على دخول المساعدات تشكل العقبة الكبرى أمام جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، في حين تحذر الوكالات الدولية من أن استمرار إغلاق المعابر سيضاعف معاناة المدنيين ويجعل فصل الشتاء المقبل كارثياً على مئات الآلاف من الأسر النازحة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية