بعد تراجع التأييد الدولي.. إقرار إسرائيلي بخسارة معركة "السوشيال ميديا" في حرب غزة

بعد تراجع التأييد الدولي.. إقرار إسرائيلي بخسارة معركة "السوشيال ميديا" في حرب غزة
أحد الاحتجاجات الرافضة للحرب في العواصم الغربية

اعترف المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري بأن إسرائيل فقدت السيطرة على ساحة التواصل الاجتماعي وفقدت قدرتها على مواجهة الخطاب العالمي المتصاعد ضدها جراء الحرب على قطاع غزة عقب أحداث أكتوبر 2023.

 جاء ذلك خلال مؤتمر سنوي للاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية عقد الثلاثاء في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث دعا هاجاري بشكل مباشر إلى إنشاء وحدة متخصصة ترصد المحتوى الرقمي على مدار الساعة وتوجه الخطاب الدعائي الإسرائيلي في مختلف اللغات وعلى مستوى تقني وتنظيمي مشابه للوحدة الاستخباراتية المعروفة في إسرائيل بالوحدة 8200 وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".

تفاصيل المقترح

وأوضح هاجاري أن الوحدة المقترحة ستقوم برصد واسع النطاق للمحتوى المعادي لإسرائيل بشكل لحظي وبجميع اللغات، على أن توفر للأجهزة الدعائية البيانات اللازمة لصياغة رسائل سريعة وأكثر تأثيراً، وأشار إلى أن هذه الوحدة يجب أن تجمع بين قدرات الرصد التقني وصناعة الرسائل الدعائية، وأن تستخدم شخصيات رقمية غير حقيقية وحسابات موجهة ومدونين لا يحملون صفة رسمية، مؤكداً أنه يفضل أن تكون العناصر التي تدير هذه الحسابات من الشابات لما لذلك من تأثير أكبر في البيئة الرقمية.

رسائل موجهة للعالم الرقمي

وأضاف هاجاري أن الجمهور العالمي لا يتجاوب مع البيانات النصية الطويلة، بل يعتمد بصورة كبرى على الصورة والفيديو والأرقام. وأكد أن تعزيز التعاطف مع الجاليات اليهودية في الخارج يحتاج إلى رسائل بصرية مباشرة قادرة على التأثير في الرأي العام عبر المنصات الرقمية.

انتقادات للإعلام الدولي

وخلال كلمته، تحدث هاجاري عن مواجهة إعلامية جمعته مع مراسل من صحيفة نيويورك تايمز اتهمه بعدم قول الحقيقة في قضية مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وأوضح أنه قدم له أدلة اعتبرها كافية في قضية استهداف مستشفى الأهلي في غزة، منها صورة ملتقطة بطائرة مسيرة، مشيراً إلى أن هذه المواد أثرت في تغطيات صحفية أجنبية وأن الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن اطلع عليها أثناء توجهه إلى إسرائيل.

حرب المعلومات

واستعرض هاجاري ما وصفه بجبهات المواجهة التي تخوضها إسرائيل، وفي مقدمتها غزة والضفة الغربية وحماس ولبنان وحزب الله وسوريا والعراق والحوثيون وإيران، غير أنه شدد على أن جبهة التواصل الاجتماعي باتت الأصعب والأخطر؛ لكون الأجيال الشابة تعتمد بشكل كامل على المحتوى الرقمي في استقاء المعلومات، وأشار إلى أن المعركة الحقيقية ستظهر خلال السنوات العشر المقبلة عندما يعتمد ملايين الطلاب حول العالم على أدوات الذكاء الاصطناعي في قراءة أحداث السابع من أكتوبر، وما إذا كانت ستقدم لهم رواية ترى ما حدث مذبحة أم تحرراً.

الجدل الداخلي حول غزة

وفيما يتعلق بتصريحاته السابقة حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، أقر هاجاري بأنه تعرض لانتقادات داخل إسرائيل بسبب حديثه عن إدخال المساعدات وتوصيف المأساة الإنسانية، لكنه أكد أن إبداء هذا الجانب كان ضرورياً لتجنب الاتهامات الدولية بارتكاب سياسات تجويع، واعتبر أن غياب الوضوح بشأن أعداد عناصر حركة حماس بين الشهداء الفلسطينيين يخلق إرباكاً لدى الجمهور الإسرائيلي.

تعاني إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة من أزمة متصاعدة في صورتها الدولية، إذ كشفت استطلاعات ومؤشرات متعددة عن تراجع كبير في التعاطف العالمي معها مقابل انتشار واسع للرواية الفلسطينية على المنصات الرقمية، وترافق ذلك مع انتقادات دولية بسبب أعداد الضحايا المدنيين والقصف المتكرر لمرافق إنسانية وصحية. وفي الوقت نفسه، واجهت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ضغوطاً داخلية بسبب الاتهامات المتزايدة بالتضليل في بعض القضايا البارزة مثل اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة وقصف مستشفى الأهلي. 

وتأتي دعوة هاجاري لتأسيس وحدة دعائية عالمية في سياق مخاوف إسرائيل من فقدان تأثيرها التقليدي في الرأي العام الغربي، إضافة إلى التحديات التي فرضتها تقنيات الذكاء الاصطناعي وانتشار المنصات التي تسمح بتداول المحتوى بسرعة تتجاوز قدرة المؤسسات الرسمية على المواجهة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية