في رسالة مؤثرة لولديها.. نرجس محمدي تكشف حظراً دائماً على سفرها
في رسالة مؤثرة لولديها.. نرجس محمدي تكشف حظراً دائماً على سفرها
كشفت الناشطة الحقوقية الإيرانية والحائزة جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي أن السلطات الإيرانية أبلغتها بحظر نهائي يمنعها من مغادرة البلاد، وجاء الإعلان في رسالة مؤثرة وجهتها لولديها التوأمين كيانا وعلي لمناسبة عيد ميلادهما التاسع عشر، حيث أكدت رغبتها في الحصول على جواز سفر يسمح لها برؤيتهما بعد أكثر من عشر سنوات من الفراق، قبل أن تبلغ بأن طلبها أُوقف بقرار رسمي.
رسالة شخصية تكشف معاناة ممتدة
قالت نرجس محمدي في رسالتها الخميس بحسب شبكة “إيران إنترناشيونال”: إن السلطات الإيرانية فرضت عليها نوعين من قرارات المنع من السفر، أحدهما دائم، وهو ما يجعل أي محاولة للخروج من إيران مستحيلة في الوقت الراهن، وأضافت أن السلطات تضع على وثائقها ختم كلمة دائم بينما تعيش، على حد تعبيرها، في خوف متواصل من السقوط أمام إرادة الشعب الإيراني، ويعيش كل من كيانا وعلي في باريس مع والدهما الناشط الإيراني المعروف تقي رحماني الذي قضى هو الآخر سنوات طويلة في السجن، فيما لم تتمكن والدتهما من احتضانهما منذ أكثر من عقد.
كانت السلطات الإيرانية قد أفرجت عن نرجس محمدي في ديسمبر الماضي لفترة محدودة ضمن إجازة مرضية بعد أكثر من ثلاث سنوات متواصلة أمضتها خلف القضبان، ويحذر فريقها القانوني من أن إمكانية إعادة اعتقالها لا تزال قائمة في أي لحظة، باعتبار أن ملفها مفتوح وأن الإجراءات القضائية بحقها لم تتوقف.
المناضلة التي لم تتراجع رغم السجن
رغم سنوات الاعتقال المتكررة التي عاشتها، واصلت الناشطة الحقوقية نرجس محمدي مشاركتها في الفعاليات الدولية عبر تسجيلات فيديو بعد الإفراج المؤقت عنها، ورفضت الامتثال لفرض الحجاب الإلزامي خلال تلك المشاركات، وتعد محمدي واحدة من أبرز الأصوات التي انتقدت سياسات السلطة الإيرانية في قضايا المرأة وحرية التعبير، وقد برز نشاطها بشكل أكبر منذ اندلاع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني.
جائزة نوبل منحت صوتها قوة عالمية
حصلت نرجس محمدي على جائزة نوبل للسلام عام 2023 تقديرا لنضالها الطويل من أجل حقوق الإنسان داخل إيران، وتسلم ولداها الجائزة نيابة عنها في العاصمة النرويجية أوسلو، في مشهد عاطفي عكس سنوات من الانفصال الجبري، ومنذ ذلك الحين، تزايدت المخاوف الدولية بشأن سلامتها، خصوصا بعد أن بقيت داخل إيران رغم الضغوط والإجراءات الأمنية الصارمة.
تعد نرجس محمدي واحدة من أبرز رموز الحركة الحقوقية في إيران، بدأت نشاطها منذ سنوات طويلة مدافعة عن حقوق السجناء السياسيين والنساء، وتعرضت مرارا للاعتقال والمحاكمة بسبب مشاركاتها العلنية وانتقاداتها للقوانين المقيدة للحريات، أثارت اعتقالاتها المتكررة قلقا واسعا على المستوى الدولي، إذ اعتبرتها منظمات حقوقية ضحية لقمع ممنهج يستهدف الأصوات المستقلة، وتزايد الاهتمام العالمي بقضيتها بعد احتجاجات عام 2022 التي أعقبت وفاة مهسا أميني في أثناء احتجازها، حيث برزت محمدي كأحد الوجوه الداعمة للاحتجاجات والمطالبة بالحقوق الأساسية للنساء، ورغم الإفراج المؤقت عنها، فإن القيود المفروضة عليها تواصل عزلها عن أسرتها وتقييد حركتها وإبقائها تحت تهديد دائم بالعودة إلى السجن، ما يجعل قضيتها رمزا للضغوط التي يتعرض لها النشطاء في إيران في ظل بيئة سياسية وأمنية شديدة التعقيد.










