بعد 19 عاماً على الحرب.. عراقيون يتحدثون عن الجرائم الأمريكية ومعاناتهم

بعد 19 عاماً على الحرب.. عراقيون يتحدثون عن الجرائم الأمريكية ومعاناتهم
القوات الأمريكية في العراق

ما زالت الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية حاضرة في أذهان العراقيين، بالرغم من مرور 19 عاماً على الغزو الأمريكي لبلادهم، حيث تركت الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان، انطباعها بالغ التأثير في الذاكرة العراقية.

وفي تقرير لوكالة أنباء “شينخوا” الصينية، قال الصحفي في جريدة “العدالة” العراقية كاظم العذاري، إن أمريكا احتلت العراق بذرائع واهية، بحجة وجود أسلحة دمار شامل، والتي أثبتت التقارير الدولية والأمم المتحدة عدم وجودها، ولكن الهدف الأمريكي كان دخول العراق واحتلاله وتدميره.

 

أسلحة محرمة

وأشار الصحفي العراقي، إلى أن أمريكا استخدمت في حربها أسلحة محرمة دولياً وتسببت بأضرار كثيرة للشعب العراقي في الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلًا عن الأضرار النفسية، ولم تترك للشعب العراقي إلا الويلات والدمار.

وأوضح أن الانتهاكات تضمنت قيام القوات الأمريكية باستخدام العديد من الأساليب لتحطيم نفسية العراقيين، ومنها الاعتقالات وزج الناس في السجون، ومن أشهر تلك الأساليب ما حدث في سجني “أبو غريب” بضواحي بغداد، و”بوكا” بمحافظة البصرة من عمليات تعذيب بحق السجناء.

ونوّه العذاري: هنا صور نشرها جنود أمريكيون عام 2004 على الإنترنت في سجن “أبو غريب” سيئ السمعة، تظهر الجنود وهم يسيئون معاملة المعتقلين العراقيين بما في ذلك إظهار المعتقلين عراة وبعضهم مكدس فوق بعض.

وفي السياق، قال الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية، أمير الساعدي إن الولايات المتحدة أثبتت عبر التاريخ أنها لا تهتم بحقوق الإنسان كما تدعي، وقد استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضب في عام 1991 عندما انسحبت القوات العراقية من الكويت، واستخدمت أسلحة محرمة دولياً عندما احتلت العراق عام 2003.

وأوضح أن استخدام هذه الأسلحة أدى إلى مقتل العديد من العراقيين وإلحاق أضرار بالنظام الصحي، وتسبب في ظهور العديد من الولادات المشوهة، وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي لم تكن مألوفة في العراق قبل عام 2003، مشددا على أن تأثير هذه الأسلحة سيبقى لمئات السنين.

 

انتهاك حقوق الإنسان

وقال الساعدي إن أمريكا انتهكت حقوق الإنسان في العراق وارتكب جنودها العديد من المجازر بحق العراقيين دون عقاب، مثل ما حدث فيما يسمى بمجزرة حديثة، وكذلك قصف مدينة الفلوجة بأسلحة محرمة دوليا.

ويؤكد الساعدي أن الولايات المتحدة حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة، حيث أفسحت المجال لتنظيم “القاعدة” وفيما بعد جاءت بتنظيم “داعش” الذي قام بتدمير الثقافة والآثار ودمر كل شيء حتى المواقع الأثرية والتراث العراقي، مبيناً أن “جذور هذا الإرهاب لم تنتهِ حتى الآن، ولا تزال جذوره منتشرة في أكثر من مكان”.

وفي السياق، قال حمزة الوراق، صاحب مكتبة في شارع المتنبي وسط بغداد إن القوات الأمريكية ارتكبت الكثير من الجرائم بحق العراقيين، بما في ذلك اغتصاب فتاة قبل قتلها هي وأفراد أسرتها في بلدة المحمودية بجنوب بغداد.

وبدورها، قالت المهندسة العراقية عائدة عبدالكريم إن أكثر من مليون عراقي ما بين امرأة ورجل وطفل ذهبوا ضحايا بسبب الاحتلال الأمريكي الذي جاء لتدمير العراق، لافتة إلى أن أمريكا استخدمت اليورانيوم المنضب والأسلحة الفتاكة بشكل كثيف، وخصوصا في مدن جنوب العراق.

 

إحصاءات رسمية

ووفقاً للإحصاءات الرسمية العراقية، قتل أكثر من 100 ألف مدني في العراق أثناء الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003، ومع ذلك فإن العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا بسبب الأعمال العسكرية غير معروف، ولكنه في الغالب أعلى من ذلك بكثير.

وخلفت الحرب نحو 5 ملايين يتيم من الأطفال في العراق، أي نحو 5% من إجمالي الأيتام في العالم، وفقا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.

الأزمة العراقية ظهرت في شكل نزاع مسلح طويل الأمد بدأ مع غزو العراق عام 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. والذي أطاح بحكومة صدام حسين، وظهور معارضة لقوات الاحتلال وحكومة ما بعد الغزو العراقية، وقتل ما يقدر بنحو 151,000 إلى 600 ألف عراقي أو أكثر في 3–4 سنوات الأولى من الصراع. 

وأعلنت الولايات المتحدة رسميا انسحابها من البلاد في عام 2011 لكن عادت وشاركت في 2014 على رأس ائتلاف جديد؛ واستمر التمرد والصراع المسلح الأهلي مع ظهور الحركات والتنظيمات الإرهابية.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية