قمة لندن.. قادة أوروبا يجددون التزامهم بدعم أوكرانيا وسط ضغوط أمريكية
قمة لندن.. قادة أوروبا يجددون التزامهم بدعم أوكرانيا وسط ضغوط أمريكية
عقد قادة الدول الحليفة لأوكرانيا، قمة في لندن الأحد، حيث جددوا دعمهم لكييف والتزامهم بتعزيز الأمن الأوروبي، وناقش القادة زيادة الإنفاق الدفاعي، مشددين على أهمية الدعم الأمريكي المستمر، خاصة في ظل التوترات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، شهد الاجتماع، الذي ضم قادة 18 دولة، مناقشات حول تقديم ضمانات أمنية شاملة لأوكرانيا، تغطي الجوانب الاقتصادية والعسكرية، كما كان اللقاء فرصة لتوحيد المواقف الأوروبية، في أعقاب المشادة الكلامية بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، حيث انتقد الأخير موقف زيلينسكي، داعيًا إياه للسعي لتحقيق السلام مع روسيا.
ومن بين المشاركين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
الناتو
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن مزيداً من الدول الأوروبية سترفع إنفاقها الدفاعي، مؤكداً التزام واشنطن بالحلف.
المفوضية الأوروبية
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الحاجة الملحة لإعادة تسليح القارة الأوروبية، وأعلنت أنها ستقدم "خطة شاملة" خلال قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد الأوروبي يوم الخميس، مشددة على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي على المدى الطويل.
فرنسا
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب القمة إلى رفع الإنفاق الدفاعي الأوروبي إلى ما بين 3% و3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، لمواجهة التغيرات المحتملة في السياسات الأمريكية، التي بدأت محادثات منفصلة مع روسيا دون إشراك أوروبا أو كييف.
بريطانيا
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عقب الاجتماع الذي حضره زيلينسكي، ضرورة أن تتحمل أوروبا المسؤولية الكبرى، لكنه شدد على أن تحقيق السلام في القارة يتطلب دعماً أمريكياً قوياً.
وقال ستارمر لزيلينسكي: "هذه لحظة حاسمة لأمن أوروبا، وعلينا جميعًا تعزيز دعمنا لأوكرانيا".
جلس ستارمر إلى جانب زيلينسكي، حيث استقبله القادة بحرارة، مؤكدين دعمهم له طالما اقتضت الحاجة.
ألمانيا
وصرح المستشار الألماني شولتس بأن "أوكرانيا ضحية للعدوان الروسي، وهذه حقيقة لا جدال فيها".
هولندا
أما رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، فأكد تواصله المتكرر مع ترامب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بحلف شمال الأطلسي.
بولندا
كما شدد رئيس الوزراء البولندي توسك على ضرورة إرسال رسالة واضحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن "الغرب لا ينوي التراجع أمام تهديداته".
إيطاليا
أما رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني، فاستبعدت إرسال قوات إيطالية إلى أوكرانيا، معتبرة أن ذلك "سيكون معقدًا للغاية".
تصاعد الضغوط الأمريكية
رغم الموقف الأوروبي الموحد، صعدت واشنطن ضغوطها على زيلينسكي، حيث ألمح مسؤولون أمريكيون إلى ضرورة تغيير القيادة الأوكرانية، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز: "نحتاج إلى قائد قادر على التفاوض معنا ومع الروس لإنهاء الحرب".
ورحبت موسكو بتغير النهج الأمريكي، حيث بدأت محادثات بين واشنطن وروسيا دون إشراك كييف أو الحلفاء الأوروبيين، وقبيل الاجتماع، كشف ستارمر عن خطة بريطانية-فرنسية لوقف القتال، سيتم تقديمها إلى الولايات المتحدة.
وأعلن ستارمر عن إنشاء "تحالف من الدول الراغبة" للدفاع عن اتفاق سلام مستقبلي، وقال: "أشارت عدة دول إلى رغبتها في أن تكون جزءًا من خطتنا"، دون الكشف عن أسمائها.
وعلى الصعيد الدفاعي، أعلن ستارمر عن اتفاق يسمح لكييف بشراء 5000 صاروخ دفاع جوي مصنّع في إيرلندا الشمالية، بتكلفة 1.6 مليار جنيه إسترليني (1.94 مليار يورو).
ووقعت بريطانيا وأوكرانيا اتفاق قرض بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني (2.74 مليار يورو) لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، سيتم سداده من أرباح الأصول الروسية المجمدة.
استمرار التحديات
رغم تأكيدات القادة الأوروبيين التزامهم بدعم أوكرانيا، تظل هناك تحديات كبيرة في ظل التغيرات المحتملة في السياسات الأمريكية.
وبينما يسعى الأوروبيون إلى تعزيز دفاعاتهم واستقلالية قراراتهم الأمنية، تبقى أوكرانيا في قلب الصراع الجيوسياسي الذي سيحدد مستقبل الأمن في أوروبا.