انطلاق مفاوضات غير مباشرة في الدوحة دون شروط مسبقة
انطلاق مفاوضات غير مباشرة في الدوحة دون شروط مسبقة
أعلن مسؤول بارز في حركة حماس، اليوم السبت، بدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع وفد إسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدًا أن هذه المباحثات تجري دون أي شروط مسبقة، وبوساطة مصرية وقطرية تهدف إلى كسر الجمود المستمر منذ أشهر بين الطرفين.
كشف المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، القيادي طاهر النونو، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن "جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد بدأت اليوم بالفعل في الدوحة بدون شروط مسبقة"، موضحًا أن المحادثات ستكون مفتوحة "حول كل القضايا دون تحفظ".
وأكد النونو أن حركة حماس ستطرح رؤيتها بشكل شامل، وعلى رأس أولوياتها "إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتأمين انسحاب إسرائيلي كامل، وتنفيذ اتفاق تبادل أسرى شامل"، في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
لا مقترحات مسبقة
وفي تأكيد إضافي على الطابع المفتوح للمفاوضات، أفاد قيادي آخر في حركة حماس، يقيم في قطاع غزة وطلب عدم كشف اسمه، بأن هذه الجولة لا تستند إلى أي من المقترحات السابقة، سواء تلك التي قدمها الطرف الإسرائيلي أو من الوسطاء، مشددًا على أنها تجري "دون شروط مسبقة من أي طرف، لا من المقاومة ولا من الجانب الإسرائيلي".
وأشار إلى أن هناك احتمالاً للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه ربط ذلك بـ"توفر إرادة سياسية حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي"، مؤكدًا أن أي تقدم "يتطلب ضغوطًا كافية من الجانب الأمريكي، ومن الوسطاء في مصر وقطر".
وأكد مصدر فلسطيني مطّلع على أجواء المشاورات الجارية، أن المفاوضات التي انطلقت في الدوحة "لا تتضمن حتى الآن أي ورقة عمل رسمية أو مقترحا محددا"، موضحًا أن المحادثات لا تستند إلى الخطة التي كان قد طرحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ما يشير إلى أن العملية بدأت فعليًا من نقطة الصفر.
الطريق ما زال طويلاً
ورغم أهمية هذه الخطوة الجديدة، شدد القيادي في حماس على أن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن أي تفاؤل ملموس، في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية، وانعدام الثقة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الحركة ستواصل الانخراط في المفاوضات من منطلق "التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة وقف العدوان".
تأتي هذه الجولة الجديدة من المحادثات في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ شهور، والتي خلّفت آلاف الضحايا وأحدثت دمارًا واسعًا، في حين تتعثر كافة المبادرات السابقة بسبب تباعد المواقف وشروط الجانبين المتناقضة، خاصة في ملف تبادل الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار.
ويترقب الشارع الفلسطيني والدولي نتائج هذه المحادثات وسط حالة من الحذر والتوجس، بينما يأمل الوسطاء في القاهرة والدوحة أن تفتح هذه الجولة الطريق أمام هدنة جديدة، تمهّد لاحقًا لتسوية أشمل للنزاع المتصاعد.