"الأونروا": تدمير أو تضرر 92% من منازل قطاع غزة والمجاعة تفتك بالمدنيين

"الأونروا": تدمير أو تضرر 92% من منازل قطاع غزة والمجاعة تفتك بالمدنيين
مباني مدمرة في غزة- أرشيف

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الاثنين، أن 92% من منازل قطاع غزة إما دُمرت أو لحقتها أضرار جسيمة، في أحدث مؤشر على حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة بفعل الحرب المتواصلة والحصار المشدد.

وقالت الوكالة في منشور على صفحتها الرسمية بمنصة "فيسبوك": "العائلات في غزة تواجه دمارًا لا يمكن تصوره... تم تشريد عدد لا يُحصى من السكان عدة مرات، والمأوى أصبح نادرًا".

ورغم تدمير البنية التحتية وسوء الأوضاع الأمنية، أكدت الوكالة أنها لا تزال تعمل على الأرض لتقديم معونات إنسانية بالغة الأهمية، وشددت على ضرورة رفع الحصار المفروض على غزة فورًا.

600 شاحنة يوميًا

وفي السياق، حذّر عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم الأونروا، في مداخلة مع قناة "العربية الحدث" اليوم الإثنين، من أن غزة بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا على الأقل لتجنب المجاعة، موضحًا أن المعلومات حول حجم المساعدات وآلية دخولها إلى القطاع لا تزال "غير واضحة".

وقال أبو حسنة: "رغم الضغط السياسي والإعلامي العالمي، بما في ذلك تدخلات من قادة دول مثل الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الهولندي، فإن هذه الجهود لم تترجم إلى إجراءات عملية تنقذ حياة المدنيين".

وأضاف أن الاعتراف الأمريكي بوجود مجاعة وانهيار الأوضاع لم يواكبه حتى الآن تغيير ملموس على الأرض، مشيرًا إلى أن خطة توزيع المساعدات في جنوب غزة، التي ستخضع لرقابة أمنية إسرائيلية، "مرفوضة"، لأنها تفتقر للشفافية والاستقلالية وتهدد سلامة المستفيدين.

تصفية قضية اللاجئين 

أشار أبو حسنة إلى أن استبعاد "الأونروا" من عملية توزيع المساعدات يأتي في سياق "سياسي واضح"، هدفه "تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين"، وفرض وقائع ميدانية جديدة تتناقض مع مفاهيم الحل السياسي العادل.

ولفت إلى أن نقاط توزيع المساعدات في غزة، وعددها أربع فقط، غير كافية على الإطلاق، وأن ما يجري على الأرض هو بمثابة "تهجير قسري عبر الطعام"، بحسب تعبيره.

الموت جوعاً ومرضاً

وأكد أبو حسنة أن غزة تشهد حالة مجاعة حقيقية، حيث تسجل التقارير الميدانية "تساقط الآلاف في الشوارع من شدة الجوع، وانتشارًا واسعًا للأمراض"، مشيرًا إلى "وفاة الآلاف بصمت من أصحاب الأمراض المزمنة، والفشل الكلوي، والسرطان، في ظل غياب الرعاية الطبية".

وختم بالقول إن العالم يشهد "تصعيدًا إعلاميًا وسياسيًا غير مسبوق"، لكن الاستجابة العملية ما زالت متأخرة وغير كافية أمام حجم الكارثة.

يأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، موقعة عشرات آلاف القتلى والجرحى، في حين يواجه سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، حصارًا خانقًا يشل حركة الغذاء والدواء والمساعدات.

وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن القطاع "على شفا مجاعة شاملة"، خصوصًا في شمال غزة، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بـ"استخدام الجوع كسلاح حرب".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية