احتجاجات دولية بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي في جنين
احتجاجات دولية بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي في جنين
قوبل إطلاق جنود إسرائيليين طلقات تحذيرية باتجاه وفد دبلوماسي أجنبي خلال زيارة لمدينة جنين في الضفة الغربية، الأربعاء، باحتجاجات شديدة من الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وعدد من الدول من بينها اليابان وكندا.
وكان الوفد، الذي ضم دبلوماسيين من دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وإسبانيا وروسيا والهند وتركيا والبرازيل ومصر وتشيلي واليابان، يزور المنطقة في إطار جولة نظمتها السلطة الفلسطينية، وقد نُشر مقطع مصور يُظهر جنودًا إسرائيليين وهم يصوبون بنادقهم نحو أعضاء الوفد وفق فرانس برس.
ردود فعل غاضبة
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة عن "حادثة إطلاق النار على وفد دبلوماسي في جنين" في الضفة الغربية، إن الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالقلق بشأن "تقارير إطلاق القوات الإسرائيلية ما وصفتها بطلقات تحذيرية على دبلوماسيين، كان من بينهم أفراد من الأمم المتحدة".
وتابع: "إن الدبلوماسيين الذين يقومون بعملهم يجب ألا يتعرضوا أبداً لإطلاق النار أو الهجمات بأي شكل أو صورة، ويجب احترام سلامتهم في جميع الأوقات".
وأضاف المتحدث الأممي أن أي استخدام للقوة ضد الدبلوماسيين غير مقبول. وحث السلطات الإسرائيلية على إجراء تحقيق شامل في الحادثة واتخاذ أي تدابير لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وفي السياق وصفت الحكومة اليابانية الحادث بأنه "مؤسف يجب ألا يتكرر"، معلنة أنها قدمت احتجاجًا رسميًا وطالبت بتوضيح من الجانب الإسرائيلي.
أما رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، فندد بما جرى وعده "أمرًا غير مقبول إطلاقًا"، مشيرًا إلى أن حكومته استدعت السفير الإسرائيلي في أوتاوا لتقديم توضيحات عاجلة.
دعوة لفتح تحقيق عاجل
وفي السياق، عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن تهديد حياة الدبلوماسيين أمر "غير مقبول"، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى فتح "تحقيق شامل".
وقرر عدد من العواصم الأوروبية -بينها روما وباريس ومدريد ولشبونة- استدعاء السفراء الإسرائيليين لديها، في خطوة احتجاجية مماثلة، أما في أمريكا اللاتينية، فقد استدعت الأوروغواي السفيرة الإسرائيلية في مونتيفيديو، فيما طالبت المكسيك بتوضيحات رسمية.
وعلى المستوى العربي أدان كلٌّ من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية، حادث إطلاق النار الذي استهدف دبلوماسيين عربًا وأوروبيين خلال زيارتهم إلى مدينة جنين، ومن بينهم السفير المصري لدى دولة فلسطين.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها: "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الحادث الذي وقع يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025، خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من عدة دول إلى مدينة جنين، ومن بينهم السفير المصري لدى دولة فلسطين، حيث أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق أعيرة نارية في أثناء الزيارة التي نُظّمت من قِبل وزارة الخارجية الفلسطينية".
وأضاف البيان: "تؤكد مصر رفضها القاطع لهذا التصرف الذي يُعد انتهاكًا صريحًا لكافة الأعراف والمواثيق الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم توضيحات عاجلة بشأن ملابسات الواقعة".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن وزارة الخارجية السعودية أعربت "عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية".
وطالبت المملكة المجتمع الدولي، وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية، مجددةً مطالبتها بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الجيش الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،
بينما أدانت السلطة الفلسطينية ما وصفته بـ"الجريمة النكراء"، قالت القوات الإسرائيلية إن الوفد "انحرف عن المسار المعتمد"، ما استدعى إطلاق طلقات تحذيرية لإبعاده عن "منطقة غير مصرح له بدخولها".
مساعدات إنسانية إلى غزة
وفي تطور موازٍ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده لـ"وقف مؤقت لإطلاق النار" بهدف تسهيل الإفراج عن الرهائن، وأشار إلى أن 20 من أصل 58 رهينة يُعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة داخل غزة.
في المقابل، دخلت 100 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة الأربعاء، في أول عملية دخول بهذا الحجم منذ أكثر من شهرين ونصف من الحصار الكامل.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن.
خسائر فادحة
وأسفر الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1218 شخصًا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وخطف 251 رهينة. بحسب الجيش الإسرائيلي، لا يزال 57 شخصًا في غزة، 34 منهم يُعتقد أنهم قتلوا.
وفي المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة إن 3509 أشخاص استشهدوا منذ استئناف الغارات الإسرائيلية، ما يرفع إجمالي الضحايا في القطاع منذ بداية الحرب إلى 53,655، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتعد الأمم المتحدة هذه الأرقام "موثوقة".