الإعصار أوتيس يلحق أضراراً بنظام الإنذار المبكر من الزلازل في المكسيك
الإعصار أوتيس يلحق أضراراً بنظام الإنذار المبكر من الزلازل في المكسيك
ألحق الإعصار أوتيس أضرارا بنظام الإنذار المبكر من الزلازل على ساحل المحيط الهادئ المكسيكي، بحسب الهيئة المشغلة لأجهزة الاستشعار.
وانقطع الاتصال عن ما لا يقل عن 27 من نحو 100 جهاز استشعار لشبكة الرصد الزلزالي.. وفي حالة وقوع زلزال قوي بالقرب من أجهزة الاستشعار المتضررة، لا يمكن تحذير السكان لاتخاذ الاحتياطات المناسبة في الوقت المناسب، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وكان المهندسون على أهبة الاستعداد للإصلاحات، لكن طرق المرور المهمة في المنطقة توقفت بسبب الأضرار الناجمة عن أوتيس.
ووفقا لتقارير إعلامية محلية، لقي شخص واحد على الأقل حتفه في العاصفة، حيث توفي صياد على الساحل أثناء محاولته حماية قاربه، حسب ما ذكرت قناة فورو مساء الأربعاء.
وضربت العاصفة وهي من الفئة الخامسة، (أعلى شدة على مقياس سافير-سيمبسون)، الساحل الجنوبي الغربي للمكسيك في وقت مبكر يوم الأربعاء بالقرب من منتجع أكابولكو الساحلي الشهير، مع رياح مستمرة بلغت سرعتها نحو 270 كيلومترا في الساعة وهبوب رياح تصل سرعتها إلى 330 كيلومترا في الساعة.
وتم تخفيض تصنيف أوتيس لاحقا إلى عاصفة استوائية.
وانهارت اتصالات الهاتف والإنترنت، وبعد أكثر من نصف يوم كانت المدينة الساحلية لا تزال معزولة عن العالم الخارجي.. وظل المدى الدقيق للأضرار غير معروف في البداية.
ولا يمكن التنبؤ بالزلازل، لكن نظام الإنذار المبكر يكتشف بسرعة الهزات الأولى ويطلق إنذارا.
والأسبوع الماضي ضرب الإعصار "نورما" ولاية سينالوا الواقعة إلى الشمال من غيريرو وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
واجتاح الإعصار "نورما" البرّ المكسيكي مرّتين: الأولى في شبه جزيرة باخا-كاليفورنيا، والثانية في ولاية سينالوا.
وفي 9 أكتوبر 1997 ضرب مدينة أكابولكو الإعصار بولينا، وكان يومها من الفئة الرابعة.. وخلّف الإعصار المدمّر يومذاك أكثر من 200 قتيل وأصبح تالياً أحد أكثر الكوارث الطبيعية حصداً للأرواح في تاريخ المكسيك، باستثناء الزلازل.
والمكسيك الواقعة بين المحيط الهادئ وخليج المكسيك تتعرّض لعواصف عاتية عديدة خلال موسم الأعاصير الذي يمتدّ من مايو وحتى نوفمبر، والكثير من هذه الأعاصير تكون مدمّرة لكنّ الدمار الذي تتسبّب به يعتمد على نقطة دخول الإعصار إلى اليابسة.
وأقوى إعصار ضرب البرّ المكسيكي على الإطلاق كان باتريشيا وذلك في أكتوبر 2015 إذ رافقته يومها رياح بلغت سرعتها 325 كم/ساعة، لكنّ أضراره اقتصرت على المادّيات لأنّ نقطة دخوله اليابسة كانت عبر منطقة جبلية غير مأهولة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".