لمواجهة الفقر والجوع.. تفاقم ظاهرة تزويج القاصرات في باكستان مع اقتراب الأمطار الموسمية

لمواجهة الفقر والجوع.. تفاقم ظاهرة تزويج القاصرات في باكستان مع اقتراب الأمطار الموسمية
زواج القاصرات في باكستان - أرشيف

مع اقتراب الرياح الموسمية التي تهدد المحاصيل في جنوب باكستان، لجأت العديد من العائلات إلى تزويج بناتها القاصرات كحل لمواجهة الفقر والجوع، من بينهن شاميلا وأمينة، الفتاتان اللتان تبلغان 14 و13 عامًا، واللتان تم تزويجهما رغم التحديات الكبيرة التي تواجه حياتهما.

حياة صعبة تحت وطأة الفقر

تقول شاميلا علي، المقيمة في قرية خان محمد ملاح -بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس- إنها كانت تأمل أن يخفف الزواج من معاناتها، لكنها اليوم تشعر بالأسف، إذ وجدت نفسها تواجه الفقر مرة أخرى بعد أن فقدت عائلتها كل شيء بسبب الفيضانات الكارثية التي شهدتها باكستان في عام 2022.

قانون دون تنفيذ

رغم أن زواج القاصرات محظور قانونيًا في باكستان، فإن الواقع يختلف، خصوصًا في المناطق الريفية التي تتعرض لتأثيرات التغير المناخي، حيث أكد  مؤسس منظمة "سوجاغ سانسار"، معشوق برهماني، أن عشرات حالات زواج القاصرات وقعت هذا العام، خاصة خلال موسم الرياح الموسمية.

الجوع يُغيّر الأولويات

توضح مي هاجاني، البالغة 65 عامًا، أن الحياة قبل الفيضانات كانت أكثر استقرارًا، حيث كانت الفتيات يعملن في الحقول والصبيان في الصيد والزراعة، لكن الفقر المدقع اليوم أجبر العائلات على تزويج بناتهم لتقليل الأعباء.

مبادرات للتغيير

يحاول ناشطون كمعشوق برهماني وطالب حسين من خلال التدريب على الحرف وإقناع العائلات تغيير هذا الواقع المؤلم، لكن النتائج تبقى محدودة أمام التحديات البيئية والاجتماعية.

الأمل في التعليم والمهن

مهتاب شيخ، الفتاة ذات الـ12 عامًا، نجت من مصير مشابه بفضل تدريبها على الخياطة، تقول والدتها إن القرار كان صعبًا، لكنها أصرّت على استكمال تعليمها، إلا أن تهديد الأمطار الموسمية المستمرة يجعل مستقبل هؤلاء الفتيات محفوفًا بالمخاطر.

وفقا لبيانات منظمة اليونيسف، تعد باكستان موطنا لنحو 19 مليون طفلة عروس، وأن واحدة من كل 6 فتيات في البلاد تتزوج في مرحلة الطفولة، وفي باكستان، السن القانوني لزواج الفتاة هو 16 عامًا باستثناء إقليم السند، حيث السن القانوني لزواج الفتيات والفتيان هو 18 عامًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية