"أوتشا": الأطفال النازحون في هايتي يواجهون خطر العنف والتجنيد القسري
"أوتشا": الأطفال النازحون في هايتي يواجهون خطر العنف والتجنيد القسري
أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، الأربعاء، تحذيرًا شديدًا من تصاعد الأخطار التي تهدد الأطفال النازحين في هايتي، مع تنامي العنف المسلح وانتشار العصابات في العاصمة بورت أو برنس ومناطق أخرى.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن أكثر من مليون شخص نزحوا قسرًا منذ اغتيال الرئيس الهايتي جوفينيل مويس في 2021، بينهم أكثر من نصف مليون طفل، ما يجعل طفلًا من كل ثمانية في هايتي نازحًا اليوم، وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
العنف الجنسي ضد الأطفال
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن زيادة بنسبة 1000% في حوادث العنف الجنسي ضد الأطفال في هايتي بين عامي 2023 و2024، في مؤشر مقلق على تفاقم الانتهاكات بحق الفئات الأضعف.
وذكر تقرير "أوتشا" أن الأطفال النازحين يتعرضون للاستغلال الجنسي والتجنيد القسري من قبل العصابات المسلحة، والتي يُقدَّر أن الأطفال يشكلون نحو 50% من عناصرها.
وأبرز التقرير حادثة مروعة راح ضحيتها طفلة في السادسة تعرضت لاغتصاب وحشي في موقع نزوح مؤقت بالعاصمة، ووصفتها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في هايتي، أولريكا ريتشاردسون، بأنها "فعل يهز ضميرنا الجماعي"، داعية لتحقيق العدالة وعدم تجاهل معاناة الأطفال.
جهود أممية رغم ضعف التمويل
ورغم الظروف الأمنية الصعبة، كثف الشركاء الإنسانيون جهودهم لدعم الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث تلقى أكثر من 6 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، رعاية نفسية واجتماعية خلال الأشهر الماضية، إلى جانب توزيع مئات مجموعات الكرامة وتوسيع خدمات العيادات المتنقلة.
كما تعمل المنظمات الأممية على برامج إعادة إدماج قانونية وطبية واقتصادية للضحايا، لكنها حذّرت من أن نقص التمويل يهدد استمرارية هذه الخدمات، حيث لم يتم توفير سوى 5% من أصل 11 مليون دولار مطلوبة لمواجهة العنف الجنسي.
ترحيل النساء الحوامل
وأعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ من ترحيل النساء الحوامل والمرضعات من جمهورية الدومينيكان المجاورة إلى هايتي، حيث عولجت قرابة 30 حالة في مراكز حدودية خلال الشهر الماضي، ما عدته ريتشاردسون "انتهاكًا للمعايير الدولية وتهديدًا خطِرًا للحقوق الإنسانية".
وشهد شهر أبريل فقط أكثر من 20 ألف عملية ترحيل من الدومينيكان، في أعلى رقم مسجّل، مما دفع الأمم المتحدة إلى دعوة عاجلة لـتضامن إقليمي وسياسات هجرة تحترم الكرامة الإنسانية.
العنف والانفلات الأمني
تعاني هايتي، الدولة الفقيرة الواقعة في منطقة الكاريبي، من تصاعد حاد في العنف والانفلات الأمني منذ سنوات، خصوصاً بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في يوليو 2021، والذي أدى إلى فراغ سياسي وانهيار في مؤسسات الدولة.
في ظل هذا الفراغ، ازداد نفوذ العصابات المسلحة، خاصة في العاصمة بورت أو برنس، حيث أصبحت تسيطر فعليًا على أحياء بأكملها، وتتنافس فيما بينها على النفوذ، ما أسفر عن أعمال عنف مروعة، تشمل القتل، والخطف، والاغتصاب، والنهب.
وفق تقارير أممية، شهدت البلاد ارتفاعًا غير مسبوق في جرائم القتل والخطف الجماعي، ونزوح أكثر من مليون شخص داخليًا بسبب الهجمات والاشتباكات، إلى جانب انهيار الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه، خاصة في مناطق النزوح، كما باتت العصابات تجنّد الأطفال قسرًا، فيما أصبحت النساء والفتيات أهدافًا للعنف الجنسي الممنهج.
جهود المجتمع الدولي لم تنجح بعد في استعادة الاستقرار، رغم مناشدات الأمم المتحدة المتكررة بنشر قوة دولية لدعم الأمن، بينما تتزايد الأزمة الإنسانية والمعيشية في البلاد بشكل مقلق.