بعد أكثر من 6 أشهر.. سلطات مالي تحرر 4 سائقين مغاربة من قبضة "داعش"

بعد أكثر من 6 أشهر.. سلطات مالي تحرر 4 سائقين مغاربة من قبضة "داعش"
قوات عسكرية في مالي

أعلنت الحكومة المالية، مساء الاثنين، تحرير أربعة سائقين مغربيين اختطفهم تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الساحل، في واقعة أثارت قلقًا كبيرًا لدى عائلاتهم والرأي العام، واستمرت أكثر من ستة أشهر.

ظهر السائقون الأربعة على شاشة التلفزيون الرسمي في مالي، إلى جانب رئيس المجلس العسكري المالي، أسيمي غويتا، في مشهد اختلطت فيه مشاعر الارتياح الوطني بالفخر بالإنجاز الأمني بحسب فرانس برس.

ووقعت الحادثة في 18 يناير 2025، حين اختطف مسلّحون السائقين المغاربة في شمال شرق بوركينا فاسو، بالقرب من الحدود مع النيجر، أثناء قيادتهم قافلة شاحنات تنقل معدّات لشركة الكهرباء النيجيرية.

القافلة، التي كانت تسير دون حراسة أمنية، وجدت لاحقًا فارغة في منطقة تيرا غرب النيجر، وهي منطقة تشهد نشاطًا مكثفًا للجماعات المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة.

عملية أمنية معقدة

قالت الحكومة المالية إن عملية تحرير الرهائن تمّت بنجاح، مساء الأحد، بفضل تنسيق أمني واستخباراتي عالي المستوى بين الوكالة الوطنية لأمن الدولة في مالي والمديرية العامة للدراسات والمستندات، وهي جهاز المخابرات المغربية.

وأشادت السلطات في باماكو بـ"العمل المشترك والمثمر" الذي قاد إلى هذه النتيجة، في وقت تشكّل فيه مثل هذه العمليات تحديًا حقيقيًا بسبب الطبيعة المعقدة للوضع الأمني في منطقة الساحل.

وتعد منطقة الساحل الإفريقي واحدة من أخطر مناطق العالم على الإطلاق من حيث التهديدات الأمنية، حيث تنشط منذ قرابة عقد جماعات متشددة تابعة لتنظيم داعش وتنظيم القاعدة، مستغلة هشاشة الأنظمة السياسية والفقر ونقص التنمية.

وتحكم الدول الثلاث: مالي، النيجر، بوركينا فاسو، أنظمة عسكرية تولت السلطة عبر انقلابات متتالية بين عامي 2020 و2023، ما زاد من تعقيد التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة هذه التنظيمات.

الخطف بمنطقة الساحل

تُعرف منطقة الساحل الكبرى، التي تضم دولًا مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بكونها واحدة من أكثر مناطق إفريقيا اضطرابًا، حيث تُستخدم مساحات شاسعة منها على أنها ملاجئ للجماعات المسلحة، بعيدًا عن رقابة الدول.

ومنذ عام 2012، تصاعدت الهجمات التي تستهدف المدنيين والعاملين الإنسانيين وسائقي الشاحنات، وأصبحت عمليات الاختطاف مقابل فدية أصبحت مصدر تمويل رئيسي للجماعات المتطرفة، وفتح غياب التنسيق الأمني الإقليمي منذ الانقلابات، المجال أمام تصاعد العمليات الجهادية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية